مدونة "ياسمين" لصاحبتها نجمة ساعي خشارم -تلميذة متفقدة شباب وطفولة- تهتم بمسائل الطفولة وتهدف إلي إيجاد فضاء افتراضي لتبادل الآراء ونشر الدراسات والإناتاجات ذات العلاقة بالطفل عامة وبمؤسسات التنشيط التربوي الاجتماعي ومؤسسات رعاية الطفولة على وجه الخصوص. وهو فضاء يعتبر الاختلاف في الآراء مصدر إثراء ومدعاة لمزيد التعمق والتمحص بعيداعن المقاربات السطحية والرؤى النمطية.. كل الأمل يساهم هذا المولود في تعزيز أواصر التبادل المعرفي ويشجع التعلم الذاتي لدى .المعنيين بشأن الطفولة.. والله ولي التوفيق./.
mercredi 14 août 2013
lundi 12 août 2013
قدرات من خارج المألوف: المتفوّقون
نسبتهم بين 3 و5 في المئة من الأطفال، وهم يتمتعون بقدرات ومواهب استثنائية، إنهم الأطفال الموهوبون وهم ثروة يستحقون لأجلها رعاية خاصة.
مكتب التربية الأميركي يعرّف الطفل الموهوب بمن يملك قدرات عالية ومهارات استثنائية وهو يحتاج إلى برامج تربوية مختلفة بالاضافة الى التعليم الذي يتلقاه في المدرسة.الطفل الموهوب يظهر قدرة عقلية عالية على الإبداع وعلى الالتزام بأداء المهمات المطلوبة منه. أما التعريفات الكلاسيكية فتركز على اعتبار القدرة العقلية المعيار الوحيد في تعريف الطفل الموهوب، ويعبر عنها بالذكاء التي تقيسه اختبارات الذكاء التي يقوم بها مختصون، وقد حددت نسبة الذكاء 140 الحد الفاصل بين الطفل الموهوب والعادي.
ومن أبرز السمات والخصائص السلوكية التي يتمتع بها هؤلاء الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، ذاكرتهم القوية. هم يبدأون بالكلام أسرع من أقرانهم وقد يبدأون سريعًا جدًا بتركيب جمل كاملة إذ إنهم يتمتعون بحصيلة لغوية كبيرة. الطفل الموهوب قد يعلم نفسه القراءة، وهو يقدم حلولا عديدة للمشكلة التي تعترضه مستخدمًا طرائق معقدة في حلها. ومن أبرز سماته أيضًا قدرته العالية على التركيز والانتباه وعلى وصف مشاعر الآخرين والإحساس بها، وهو يميل إلى العزلة والانطواء في معظم الأحيان وإلى العمل بصورة فردية، فضلًا عن أنه يطرح أسئلة واستفسارات كثيرة.
عمليًا، تزداد ثروة الطفل اللغوية عندما يبلغ شهره الثامن عشر، وينمو سلوكه الحركي، ويتوسع تواصله الاجتماعي، كما لو كان عمره عامين، وهو يستطيع في نهاية السنة الثانية أن يعد من 1 الى 10 بتسلسل سليم، ويعبر عن الأشياء والأحداث والرغبات بجمل صحيحة ومتكاملة. في سنوات الدراسة الأولى، يظهر الطفل الموهوب سرعة في تعلم القراءة، ورغبة في التعامل مع الأرقام والترتيب والتنظيم، كما تبدو لديه مقدرة على الحفظ والتذكر والانتباه والتركيز.
من المؤكد أن الطفل الموهوب يبرز من دون مساعدة في كثير من الحالات ويشق طريقه في المجتمع بسهولة لكن الأمور لا تسير دائماً على هذا النحو. فالسأم في الصفوف التي يكرر فيها المربون أفكارًا يستوعبها الطفل على الفور يشعره بالاحباط. وغالبا ما يعتقد الناس أن الطفل الموهوب سيكون نابغًا في المدرسة، لكن الواقع هو أن الكثير من هؤلاء الأطفال يشعرون بالملل، وإذا كان المنهج سهلًا جدا بالنسبة إليهم، فقد يفقد قيمته وبالتالي يتقاعسون عن تحقيق المطلوب.
أحيانًا يتم تشخيص بعض الأطفال بمرض فرط النشاط بشكل غير صحيح نتيجة أن التململ يؤدي إلى مشاكل سلوكية. ومن المرجح أيضا أن يواجه هؤلاء الأطفال بعض المشاكل الاجتماعية لأن لديهم اهتمامات مختلفة عن أقرانهم، وبالتالي فإنهم غالبا ما يشعرون أنهم مُبعَدون عن زملائهم، ويمكن أن يكونوا محط سخرية زملائهم. لكنك من موقعك كوالدة طفل موهوب يمكنك أن تحدثي فارقا في درجة تكيفه مع المدرسة ثم المجتمع في وقت لاحق. فأنت أكبر وأقوى داعم له. ابقي دائمًا على اطلاع على حالة طفلك في المدرسة وعلى حياته الاجتماعية، وتدخلي عندما تدعو الحاجة كي تتأكدي من أن سنوات دراسته ستكون سعيدة ومنتجة، وأنه سوف يحقق ما تتيحه إمكانياته الكبيرة.
ما يمكنك القيام به لمساعدة طفلك الموهوب؟
ما إن تشعري بعلامات الابداع توجهي الى مدرس طفلك واطلعيه على كل ما تعرفينه عن قدراته وتأكدي من أن المدرسة توفر برامج للأطفال الموهوبين. ساعدي طفلك على البقاء منجذبًا الى العملية التعليمية وتذكري أن التشويق وقود التعلم الجيد وهو يساعد على المثابرة حين تزداد الأمور صعوبة. فالتعلم يساعد على ابقاء خلايا الدماغ نشطة رغم استهلاكها الكثير من الوقت والطاقة.
كثير من الآباء يركزون على المواضيع التي يتميز فيها أطفالهم في المدرسة مثل العلوم أو الرياضيات أو القراءة، إلّا أن اكتشاف ما يثير اهتمام الطفل يمكن أن يكون مفتاح اطلاق العنان لآفاق تعلم غير محدودة. بالنسبة الى بعض الأطفال، يبدو العالم مليئا بالأمور المثيرة للاستكشاف وهم يغيرون اهتماماتهم بشكل مستمر، فيما بعضهم الآخر يواظب على مواصلة الاهتمام بشغف لا يلين. لكن ماذا يمكنك أن تفعلي إذا كان طفلك لا ينتمي الى أي من المجموعتين السابقتين، ولا يثير اهتمامه أي شيء؟
في دراسة أجريت حول تأثير الوالدين في الولايات المتحدة على الأبطال الأولمبيين الإناث، تبين كم هو مهم بالنسبة الى الأطفال أن يحصلوا على فرص متعددة لتجربة مجموعات متنوعة من الأنشطة. فواحد من أبرز الأدوار الذي لعبها والدي هؤلاء الأبطال هو أنهم بحثوا باستمرار عن أشياء جديدة ومختلفة يمكن لأطفالهم تجربتها، حتى وإن كانوا ليسوا خبراء في تلك المجالات.
مجالات اهتمام الطفل توفر فرص تعلم طبيعية، فيمكن للطفل أن يحصل على تعليم كامل من خلال السعي المُوَجَّه وراء اهتماماته. فلنتابع على سبيل المثال الطفل الذي يظهر اهتمامًا بكرة السلة، فكري في الطرق العديدة التي يمكنك من خلالها ربط هذا الاهتمام بالدراسة الأكاديمية مع دعم وتشجيع حب الطفل للرياضة. خططي مثلا لمشاهدة مباراة معينة معه، قومي بإعداد بحث وافي عن الفريقين: من أين هم جغرافيًا؟ منذ متى وجدوا أو تأسسوا؟ الى أي مدن ينتمي أعضاء الفريق؟ مثل هذه الأسئلة يمكن أن تشجع طفلك على تطوير مهاراته البحثية على سبيل المثال.
ولتلبية حاجات الموهوبين من الطلاب ينبغي على المدارس أن تضم برامج لمساعدتهم على الإلمام بالمفاهيم المهمة في مختلف المجالات، وتطوير المهارات والاستراتيجيات التي تتيح لهم أن يصبحوا أكثر استقلالية وقدرة على تطوير الحماس للتعلم. البعض قد يستفيد أيضا من قضاء وقت مع أقران على قدر متشابه من الموهبة. أما البرامج والفصول المخصصة للأطفال الموهوبين، فيجب أن تحرص على تحفيز مناطق القوة الخاصة بهم، وينبغي كذلك أن يحرص المربون على تشجيع المزيد من الإبداع والقدرة على الابتكار. ما يميز البرامج التعليمية المخصصة للأطفال الموهوبين هي إيقاعها التعليمي المتسارع وزيادة اتساع المواضيع التي تتناولها وعمقها.
إلا أن المدارس والآباء والأمهات على حد سواء غالبا ما يواجهون تحديات لتوفير الخدمات الملائمة والتحفيز المناسب للأطفال الموهوبين، لدرجة أن بعض المعلمين يعتبرون أن المهارات التحليلية لدى الأطفال الموهوبين مصدر إزعاج يفضلون عدم مواجهته. كذلك فإن بعض المهارات اللغوية، والمفردات الواسعة والقدرة والرغبة في السؤال عن الحقائق والاستنتاجات قد تثير غضب بعض المعلمين والأقران من الطلاب، ما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل اجتماعية تحتاج إلى تطوير مهارات اجتماعية أفضل. لذلك يفضل جمع الطلاب الموهوبين معا لعدة ساعات يوميا كي يعملوا ويتفاعلوا معًا من دون أن يشعروا بالملل أو بأنه غير مرغوب فيهم.
أما في حال كانت مدرسة طفلك لا تقدم خدمات معينة للأطفال الموهوبين الى جانب دورات مخصصة لهم، فمن المفضل أن تبحثي عن بعض الأنشطة خارج حدود المناهج التعليمية تناسب طفلك الموهوب.
المصدر: http://familyarabia.net
Inscription à :
Articles (Atom)