mardi 24 septembre 2013

التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة

التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة
التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة (كما يعرف أيضاً التعلم المبكر في مرحلة الطفولة أو التعليم المبكر) ويشير المصطلح إلى التعليم الرسمي للأطفال الصغار من قبل أشخاص خارج نطاق الأسرة أو في أماكن خارج المنزل. تعرف "مرحلة الطفولة المبكرة" عادة بالفترة العمرية لما قبل الدراسة - خمس سنوات في معظم الدول. على الرغم من أن الرابطة الوطنية الأمريكية لتعليم الأطفال الصغار تعرف " مرحلة الطفولة المبكرة" بالفترة العمرية قبل الثامنة.
الخلفية
يركز التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة غالبا على تعليم الأطفال من خلال اللعب. معتمدين في ذلك على بحث وفلسفة جان بياجيه (Jean Piaget). الذي يتمحور حول "قوة اللعب". كان يعتقد أن الأطفال يتعلمون بكفاءة أكبر ويكتسبون معرفة أكبر عن طريق النشاطات القائمة على اللعب مثل المسرحيات الدرامية والفن والألعاب الإجتماعية. وتحفز هذه النظرية فضول الأطفال وميولهم الطبيعي ل"التظاهر" ودمجها مع الدروس التعليمية.
يركز التعليم التمهيدي ورياض الأطفال على التعليم الذي يتم تقديمه للأطفال من سن 3-6 سنوات. أما مصطلحي "الرعاية النهارية" و"رعاية الأطفال" فلا ينقل النواحي التعليمية. على الرغم من أن العديد من مراكز رعاية الأطفال يستخدمون الآن أساليب تعليمية أكثر. ونجد أن الفرق بين مراكز رعاية الأطفال ودور الحضانة قد اختفى لحد ما في البلدان التي تتطلب أن يكون لدى موظفيها مؤهل تعليمي في مختلف مرافق مرحلة الطفولة المبكرة .
يرى الباحثون والمعلمون على حد سواء في مرحلة الطفولة المبكرة الآباء باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من عملية التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة. وغالبا ما يشير المعلمون على الآباء والأمهات كا "المعلم الأول والأفضل" للطفل.
ويتم التركيز في معظم العامين الأولين من حياة الطفل على إيجاد "الشعور بالذات" الأولي للطفل. ومعظم الأطفال يكونون قادرين على التفريق بين أنفسهم وبين الآخرين في عامهم الثاني، مما يشكل جزءًا حاسما من قدرة الطفل على تحديد كيف ينبغي أن يتعامل مع الأشخاص الآخرين. ويجب أن تؤكد الرعاية المبكرة على الروابط الأسرية والثقافة واللغة الأم عن طريق العناية الفريدة بكل طفل.
يمكن للأطفال الذين يفتقرون إلى الرعاية والتغذية الكافية، والتفاعل مع أحد الوالدين أو مقدمي الرعاية، والتحفيز أثناء هذه الفترة الحاسمة أن يعانوا من العجز التنموي، كما تم ذكره في دور الأيتام الروسية والرومانية.[4] لذا يجب أن يتلقى الأطفال الاهتمام والمودة لكي ينشئوا بطريقة صحية. وهناك اعتقاد خاطئ بأن الساعات الإضافية للتعليم الرسمي للطفل الصغير يضفي فوائد أكبر من التوازن بين التعليم الرسمي ووقت الأسرة. منهجياً,تشير المجلة الدولية إلى أن فوائد التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة تأتي من تجربة المشاركة, وأن أكثر من ساعتين ونصف في اليوم لا يضيف كثيراً إلى نتائج نمو الطفل, وخصوصاً عندما يسلب جزاءً من التجارب الأخرى والإتصال بالأسرة. [5]
النظرية والتطبيق
يستند هذا النهج التنموي التفاعلي على نظريات جان بياجيه وإريك إريكسون وجون ديوي وميتشل لوسي سبراغ. ويهدف النهج إلى إشراك الأطفال في الحصول على الكفاءة عن طريق التعلم من خلال الاكتشاف. [6] [7] [8]
المجــــالات التنمـــــويــــة
هناك خمسة مجالات تنموية مختلفة للأطفال والتي ترتبط جميعها. ويمكن وصف هذه المجالات بأنها تضفي البهجة [9] على الحياة:
1.        المجال الإجتماعي
يشير في الغالب إلى القدرة على تشكيل العلاقات، واللعب مع الآخرين، والتعاون، والمشاركة، وإنشاء علاقات دائمة
2.        المجال البدني
تنمية المهارات الحركية الدقيقة (الصغيرة) والكبيرة (أو الشاملة)
3.        المجال الفكري
التعلم لفهم العالم المادي
4.        المجال الإبداعي
تطوير المواهب في المجالات المختلفة مثل الموسيقى والفن والكتابة، والقراءة
5.        المجال العاطفي
تطوير الوعي الذاتي،و الثقة بالنفس، والقدرة على التعامل مع المشاعر والإدراك
التطورات النفسية والاجتماعية
1.       التنمية المعرفية
وفقا لجان بياجيه، يوجد أربع مراحل رئيسية للتنمية المعرفية:
أ‌.          المرحلة الحسية - الحركية
تمتد هذه المرحلة من سن الولادة وحتى السنة الثانية من العمر . ويتجلى الذكاء من خلال النشاط الحركي مع الاستخدام المحدود للرموز، بما في ذلك اللغة, وتستند معرفة الرضيع بالعالم في المقام الأول على التفاعلات المادية والخبرات.
ب‌.       المرحلة الحدسية
تمتد المرحلة الثانية من عمر 2 إلى 7 سنوات. ويتجلى الذكاء بشكل متزايد من خلال استخدام الرموز، فتتطور الذاكرة والخيال وكذلك النمو اللغوي. وتكون عملية التفكير النموذجي لهذه المرحلة غير منطقية , وغير قابلة للعكس ، ومتمركزة حول الذات .
ت‌.       المرحلة الحسية
تمتد حالة التطور هذه من عمر 7 سنوات إلى 12 سنة (تقريبا). خلال هذه المرحلةالتي تتميز بحفظ الأعداد، والأطوال،والسوائل, والكتل , والأوزان, والمساحات, والأحجام ويتجلى ازدياد الذكاء من خلال التلاعب المنطقي والمنظم للرموز المتعلقة بأجسام ملموسة. في هذه المرحلة يصبح التفكير قادرا على حل العمليات ، وقابل للعكس ، ولا يتمركز حول الذات .
ث‌.       المرحلة المنطقية
هذه المرحلة الأخيرة من التطور المعرفي تمتد في الفترة العمرية من 12 عام وما بعدها . خلال هذه المرحلة، يتجلى الذكاء من خلال الاستخدام المنطقي للرموز المتعلقة بالأفكار المجردة. حيث يصبح التفكير مجرد ، وقائم على الافتراض، والانتقال من التمركز حول الذات . ويعتقد أن غالبية الناس لا يكملون هذه المرحلة .
2.       التنمية العاطفية
يتعلق النمو العاطفي للطفل بالوعي المتزايد للأطفال والسيطرة على مشاعرهم وكيف يتصدون لها في حالة معينة.
3.       التنمية الاجتماعية
تتعلق التنمية الاجتماعية بهوية الطفل، وعلاقاته مع الآخرين، وفهم مكانه ضمن البيئة الاجتماعية.
منافع التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة
تم اختيار بشكل عشوائي طفلان في الثلاثة والرابعه من العمر من أسر ذات دخل منخفض في ابسلانتي ،ميتشيغان مع مجموعة لم تتلقى التعليم في المرحلة التمهيدية حيث نتج بأنهم عرضه بمعدل خمس أضعاف ليصبحو جناة في عمر 27 أكثر من اولئك الذين التحقو بالدراسة في المرحلة التمهيدية .
تم عقد أول مؤتمر حول رعاية وتعليم الطفولة المبكرة وكان في موسكو في 27 و29 من سبتمبر عام 2010 . اشتركت في تنضيمة اليونيسكو وتركزت الأهداف الرئيسية على مايلي :
·         التاكيد مجدداً بأن التعليم في مرحلة الطفولة المبكره هو حق من حقوق جميع الأطفال وبوصفة أساس للتنمية .
·         تقييم تقدم الدول الأعضاء من اجل تحقيق هدف التعليم للجميع .
·         تطبيق قيود ملزمة لزيادة الفرص بشكل عادل من أجل الحصول على جودة خدمات التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة .
·         وضع أهداف ومقاييس فعالة لتحقيق هدف التعليم للجميع في عام 2015 ومابعدها.
·         تحديد الركائز الرئيسية التي من شانها مساعدة الدول الأعضاء في الوصول إلى الأهداف المحددة .
·         تعزيز التبادل العالمي للممارسات الجيدة .
معلمي مرحلة الطفولة المبكرة البارزين
·         تشاليز يوجين بيتي
·         سو بريديكامب
·         إليزبيث هارسون
·         ديفيد ويكارت
·         فرويبل

المصدر: http://ar.wikipedia.org/

طريقة التعامل مع الطفل الموهوب

طريقة التعامل مع الطفل الموهوب

           
ما خطى قلم على ورقة ، ولا ضربت ريشة على لوحة ؛ فجعلت من صاحبها مبدع إلا ومن وراءه أب أو أم يدعمونه ، فجروا تلك الطاقة الكامنة في نفسه منذ الصغر .. فالموهبة كالنبتة أو البرعم الصغير الذي يجب تناوله بالرعاية والسقاية وإلا هلكت !!

فلقد أثبتت الدراسات الحديثة أن نسبة المبدعين من الأطفال من سن الولادة حتى سن الخامسة تصل إلى 90% منهم ، وعندما ما يصل هؤلاء الأطفال إلى سن السابعة تقل تلك النسبة لتصل إلى 10% ، وما أن يصلوا إلى الثامنة حتى تحط الموهبة رحالها على .02% منهم فقط .

وهذا دليل واضح على أن مدى نجاح أنظمة التربية والتعليم لدينا ، والأعراف الاجتماعية ، والعادات الأسرية في طمس معالم الموهبة لدى أطفالنا ، وإجهاض أحلامهم وأمالهم على صخور واقع مجتمع لا يعرف كيف يتعامل مع نخبته القادمة ، فهو لا يعرفهم إلا متمردون على نظمه وعاداته ، ويجب أن يخضعوا ولو بالقوة .. ونسى ذلك المجتمع أو تناسى أنه على يد أمثال هؤلاء قامت حضارات ؛ وبضياعهم هدمت أخرى .

ومما لاشك فيه أن أي أب أو أم يحب لأبنائه التميز والإبداع .. ولكن [ المحبة شئ ، والإرادة شئ آخر ] ، فلكي نمهد لأطفالنا سبل الرعاية ونحثهم على بذل الجهد والتقدم نحو الأفضل ، يجب علينا التعرف على طاقتهم ودراستها محاولة لفهمها وتوجيهها.

ومن خلال نقاط البحث التالية سنحاول توضيح عدد من النقاط المهمة حول الموهوبين ...

أولاً : ما هي الموهبة ؟
الموهبة تعني " قدرة استثنائية أو استعدادًا فطريًا غير عادي لدى الفرد ، وقد تكون تلك القدرة موروثة أو مكتسبة سواء أكانت قدرة عقلية أم قدرة بدنية "

ثانيًا : كيف اكتشف أن ابني موهوب؟
تعتبر الأسرة المحضن الأول والرئيسي للطفل في بداية سني حياته ، إذ يقع على عاتق الأسرة مسئولية اكتشاف ورعاية وتنمية مواهب أبنائها .. ولكن في معظم الأحوال تعجز الأسرة عن القيام بواجبها هذا بسبب أما نقص عوامل الخبرة وقلة التدريب ، أو عدم توافر معلومات كافية حول مواهب الأبناء وطرق التعامل معها .

أما عن طرق الكشف عن الموهوبين ؛ فهي متعددة منها ما هو أكاديمي عن طريق محكات واختبارات علمية مقننة ، ومنها ما هو عام ولكنه يستند إلى نظريات ودراسات علمية .. وهذا ما سيستخدمه الوالدين للتعرف على مواهب أبنائهم . فالدراسات الحديثة أجمعت على الرغم من اختلاف نتائجها النهائية ؛ على أنه يوجد خصائص عامة وسمات للموهوبين يمكن من خلالها التعرف عليهم وتمييزهم عن العاديين .. ويمكن تقسيم تلك الخصائص إلى ثلاث مجموعات رئيسية من الخصائص ، وهي كالتالي :

أ- خصائص جسمية :إن مستوى النمو الجسمي والصحة العامة للموهوبين يفوق المستوى العادي ، فالموهوبين يستطيعون بشكل عام المشي والتكلم في سن أبكر مما هو عند العاديين . وهو بشكل يميلون إلى أن يكونوا :-
• 
أقوى جسمًا ، وصحة ، ويتغذى جيدًا.
• 
متقدم قليلاً عن أقرانه في نمو العظام.
• 
نضجه الجسمي يتم مبكرًا – بالنسبة لسنه - .

ب- خصائص عقلية ومعرفية :
أهم ما يميز الطفل الموهوب عن غيره من الأطفال العاديين يكمن في خصائصه وقدراته العقلية .. فالطفل الموهوب أسرع في نموه العقلي عن غيره من الأطفال العاديين ، وعمره العقلي أكبر من عمره الزمني .... ويمكن إجمال أهم سمات الموهوبين العقلية في النقاط التالية :-
• 
قوي الذاكرة ، ومحب للاستطلاع.
• 
يقظ ؛ ولديه قدرة فائقة على الملاحظة .
• 
سريع الاستجابة .
• 
لديه قدرة عالية على إدراك العلاقات السببية في سن مبكر.
• 
يميل إلى ألعاب الحل والتركيب ؛ واختراع وسائل لعب جديدة لألعاب قديمة ومعروفة لديه.
• 
لديه قدرة فائقة على الاستدلال والتعميم وفهم المعاني والتفكير بمنطقية.
• 
السن المبكر في تعلى القراءة .
• 
ميلهم غير العادي للقراءة.
• 
حصيلة لغوية كبيرة ، وتزداد قدرته على استخدام الجمل التامة في سن مبكر للتعبير عن أفكاره ومشاعره .

ج - خصائص نفسية واجتماعية :-
أكدت الكثير من الدراسات على أن الطفل الموهوب أكثر حساسية ؛ ورغم ذلك فإنه أكثر شعبية من الطفل العادي ، ولديه قدرة أكبر على تكوين علاقات اجتماعية مع غيرهم ، وهم أيضًا يفوقوا العاديين في تكيفهم مع البيئة ... وبمقارنة الطفل الموهوب بغيره من العاديين نجد أنه
يميل لأن يتميز بالخصائص التالية :-
• 
له صفات شخصية سامية ( أكثر دماثة ، مطيع – مع استقلالية - ، مطيع ، اكثر انسجامًا مع الآخرين )
• 
يتميز بقدرة عالية على نقد الذات .
• 
يميل لاتخاذ دور القائد في الجماعة ( قيادي ).
• 
يفضل الألعاب ذات القواعد والقوانين المعقدة والتي تتطلب مستوى عال من التفكير .
• 
يميل إلى تكوين علاقات صداقة مع أقران أكبر منه سنًا سنتين أو ثلاث على أكثر – لأنهم يتساوون مهم في العمر العقلي - .

ليست كل تلك الخصائص والسمات إلا علامات يرسلها الله – عز وجل – إلى كل أب وأم ، قائلاً لهما من خلالها أنكم مؤتمنون على تلك الوديعة ، وستسألون عنها .. فإلى كل أب وأم يقرأ (( هيا نكتشف طرق تنمية أمانتك!! )).

ثالثًا : مشكلات الموهوبين داخل أسرهم
يمكن إجمال أهم تلك المشكلات في النقاط التالية:
التفرقة في معاملة الأولاد مما يؤدي إلى الكراهية الشديدة بينهم ، والشعور بالإحباط وعدم وجود حالة من الهدوء والأمن النفسي ، والخوف من فقدان حب الوالدين .. وهذا يعتبر معوق خطير يقف أمام إظهار الطفل الموهوب لطاقته وقدراته الكامنة.

عدم فهم الوالدين لطبيعة الطفل الموهوب ، فالطفل الذكي يتذمر من القيود والقوانين والأوامر الصارمة ويعتبرها عائقًا تحول دون انطلاقه .. لهذا يجب توفير قدر من المرونة والحرية في تحركات الطفل وأفعاله لكي يستطيع التنفيس عن انفعالاته وأفكاره.

الطفل الموهوب ذو قدرات عالية ، وقد يقوم بالتخريب لا حبًا في التخريب وإنما لأن طبيعة تحب الاستطلاع والتجريب .. لذلك يجب إبعاد المثيرات المؤذية عنه ، مع إيجاد بديل ليمارس نشاطه ويجري تجاربه في مكان مخصص للعبه ومكتشفاته ..... على سبيل المثال يريد طفلك استكشاف [ المطبخ ] وما يحتويه من أشياء والأم لا تريد منه ذلك حتى لا يؤذي نفسه ويتعرض للخطر ، لذا نقول للأم تدخل معه المطبخ وتعرفه على الأشياء ومسمياتها ووظيفتها – بطريقة مبسطة- ، فتقول مثلاً : هذا سكر ، وهذا ملح .. وليذقهما ، وإذا أراد الطفل اللعب بالسكين ونحوه تحضر له الأم سكينًا بلاستيكيًا وتجعله يقطع بعض الخضراوات ويأكلها !! أما ماذا سيحدث إذا منعت الأم الطفل من دخول المطبخ ؛ سيزيد هذا المنع الطفل إصرارًا وعنادًا على الدخول ، وقد يتعرض ساعتها للأذى وهو بعيد عن نظر أمه..

يجب على الوالدين الأخذ في الاعتبار أن الموهوبين يتصفون بشدة الحساسية ، فقد تؤثر فيهم كلمة بسيطة فيفعلوا الأفاعيل ، أو كلمة لوم بسيطة ولكن قاسية ؛ تقعدهم وتفتر من عزيمتهم.

إذا فالطفل الموهوب + تلك المشكلات = قنبلة موقوتة على شفا الانفجار ؛ ويجب نزع فتيلها . وهذا واجب على أفراد الأسرة كلهم لا الأب والأم فقط .. فاحتواء الموهوب انفعاليًا وفكريًا مع إتاحة الفرصة له لتنمية نفسه حسب قدراته ، يساعده على فهم قدراته وتوجيهها لحل مشكلات الحياة التي ستقابله في المستقبل.

رابعًا : رعاية الموهوب
الإسلام والموهبة:-
نظر الإسلام للموهبة على أنها عطية ونعمة من الله يجب على المسلم أن يؤدي شكرها ؛ ومن هنا ظهرت كفاءات ومواهب سامقة في تاريخ أمتنا المجيد ، أنارت فاهتدت وهدت . وإذا دققنا النظر في تاريخ الأمم والحضارات لم نجد أمة ظهرت فيها كل تلك المواهب والقمم مثل أمة الإسلام.

فلقد وجد الموهوبون في ظل دولة الإسلام أرضًا خصبة لنمو إبداعهم ، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أصفى الناس بصيرة ، فاستخرج مكنونات وذخائر أصحابه – رضي الله عنهم - ، كلاً على قدر طاقاته واستعداده وميوله .

فلولا تربية الرسول صلى الله عليه وسلم تلك ما ظهر صدق الصديق ، ولا عدل الفاروق ، ولا حياء عثمان ، ولا شجاعة علي ، ولا حكمة أبي الدرداء ، ولا دهاء عمرو بن العاص – رضي الله عنهم أجمعين - ، وما كان ليظهر هذا الجيل المتفرد إلا برعاية تفجر الطاقات وتعلو بالهمم .. ولله در القائل :

أئمة شرف الله الوجود بهم ساموا العلا فسموا فوق العلا رُتبًا
فهاهو الرسول صلى الله عليه وسلم يرعى موهبة الأطفال ، ويحملهم المسئوليات الثقال التي ينؤ بحملها مائة رجل من رجال اليوم – كل حسب طاقاته - . فعلي رضي الله عنه ينام في فراشه صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة ، ويولي أسامة بن زيد رضي الله عنه جيشًا فيه أبو بكر وعمر وعثمان جنودًا ، ويثق في قوة حفظ زيد بن ثابت رضي الله عنه فيأمره بتعلم العبرانية والسريانية فيتعلمهما في أقل من 17 يوم .
أما عن الموهوبات فلقد ذخر الإسلام بهن .. فهاهي " حفصة بنت سيرين " تحفظ كتاب الله وهي ابنة اثنتي عشرة سنة وتفهمه تفسيرًا ، وكان أبن سيرين إذا أشكل عليه شئ من القرآن يقول : اذهبوا فاسألوا حفصة كيف تقرأ؟!

وكان المجتمع الإسلامي يهيئ فرصًَا متكافئة لكافة طوائف المجتمع وطبقته ؛ فلا فرق بين مولى وسيد ، فشمل الإسلام بعدله جميع الناس وارتفع بمكانة الإنسان ، وأفاد من جميع الطاقات والملكات .. فانظر إلى مكانة " نافع مولى ابن عمر " رضي الله عنه والذي قال عنه البخاري : أصح الأسانيد .. مالك عن نافع عن ابن عمر [ سلسلة الذهب ] .... وانظر إلى منزلة " عكرمة مولى ابن عباس " رضي الله عنه الذي اعتقه وأذن له بالفتيا بعد أن انتهى إليه علم التفسير عنه ، وأخذ من علمه سبعون أو يزيدون من أجلاء فقهاء التابعين.

ومن واقع نظرة الإسلام ؛ والواقع الذي تجسدت فيه النظريات التربوية الحديثة ، وجب على الوالدين الاهتمام بالموهوبين ، حتى ترجع لحضارتنا وأمتنا رونقها وبهاءها الذي تاه وذاب وسط حضارات الآخرين .

لمحات تربوية في رعاية الموهوبين :-
ويمكن إجمالها في النقاط التالية :
(1) التركيز :
قد يظهر عند الطفل الموهوب أكثر من موهبة ، لذا يجب على الوالدين التركيز على الموهبة الأهم والأولى ، وما يميل إليه الطفل اكثر لتفعيله وتنشيطه.

(2) اللحظات الغالية :
اجعل لطفلك لحظات ينفرد فيها بنفسه ليبدع ويكتشف ، واختر لذلك مكانًا هادئًا بعيدًا عن باقي أفراد الأسرة .. أما عن التلفاز فهو من الأشياء التي يصعب معها توفير مثل تلك اللحظات الغالية ، فهو عامل جذب خطير للانتباه ؛ ولحل تلك المعضلة يجب تحديد الأوقات والبرامج التي يشاهدها الطفل وعدم السماح بغيرها.

(3) قاتل المواهب :الموهبة ليس لها مكان أو وجود معه ؛ فهما لا يعيشان في جسد واحد ، فإذا سكن أحدهما الجسد هرب الآخر .. أنه [ الخوف ] العدو اللدود للموهبة والإبداع . فكيف لطفل يستهزئ والده منه ، ويسفه من آرائه ، ويحط من قدراته ؛ أن يبدع ويطور من إمكاناته . لذا يجب على الوالدين إشعار الطفل بالأمان عندما يعبر عن أفكاره ومشاعره ، وكما يقول " كارل روجرز " : [ إن الطفل يحتاج إلى الأمان النفسي للتعبير عن أفكاره بأساليب جديدة وتلقائية ].

(4) جسور الثقة:على الوالدين أن يشعروا الطفل الموهوب بكيانه ويُدعما ثقته بنفسه ، ويمكن لذلك أن يتحقق بعدة طرق مثل : أن يسمح الوالدين له بالتخطيط لبعض أعماله ( يريد الذهاب إلى الحديقة أو البقاء في المنزل للعب ..) ، كما يتركاه يخطط لبعض أعمال الأسرة البسيطة وينفذها ( ما الذي نحتاج لشرائه من السوق ؟ وينزل هو ليشتريه / أو العناية بأخيه الصغير ) .. فإتاحة الفرصة لاتخاذ القرارات تجعله يشعر بمدى أهمية وقيمة تفكيره ، وكذلك تساعده على إدراك عواقب تلك القرارات .

(5) اللقب الإيجابي :
فالطفل الموهوب كما قلنا سابقًا حساس من الناحية الانفعالية ، وكلمة مدح صغيرة تفعل به الأفاعيل ، فلا بأس إذا من إيجاد لقب يناسب هواياته ويشعره بتميزه في هذا المجال ..مثل : نبيه / عبقرينو / فاهم / الماهر .

(6) اللعب والألعاب :
اللعب وسيلة هامة في تنمية الموهبة ؛ لهذا يجب الحرص على توفير الألعاب ذات الطابع الذهني أو الفكري ، مع إعطاء الطفل الموهوب الفرصة لاستخدام ألعابه الجديدة واكتشافها .. وللمشاركة الأسرية في اللعب عامل كبير في تلطيف ودعم أواصر العلاقات داخل الأسرة ، وللعب دور أيضًا في تنمية الجانب العقلي والإدراكي لدى الطفل ، فلعبة كالاختفاء والظهور [الاستغماية] على سبيل المثل تجعل الطفل يدرك مفاهيم متعددة ؛ كمفهوم المساحة والمسافات والرؤية.

(7) المكتبة المنزلية :
فالحرص على وجود مكتبة تحتوي على العديد من الكتب النافعة والمفيدة ، والقصص ذات الطابع الابتكاري أو [ التحريضي ] " القصص ذات النهايات المفتوحة - "، وأيضًا ضرورة أن تحتوي المكتبة على دفاتر التلوين وجداول العمل ومجموعات اللواصق .

(8) حكايات قبل النوم :
القصص والحكايات من الأشياء الضرورية لكل الأطفال – خاصة الموهوبين منهم – فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الأطفال الذين يستمعون إلى القصص من ذويهم منذ فترات مبكرة من حياتهم هم أنجح الأطفال في مدارسهم ؛ وتشير تلك الدراسات أيضًا إلى أن القراءة النشطة للحكايات [ بنبرات مختلفة ، مع استخدام تعبيرات الوجه ] له تأثير إيجابي على قدرة الطفل على القراءة ودفعه لها.

وتعمل القصص أيضًا على تدريب الأطفال على مهارات التواصل والحديث والإنصات ، وتنمي الطفل لغويًا بما تضيفه من كلمات وألفاظ تثري حصيلته اللغوية ، وتعمل القصص وحكيها أيضًا على تنمية الطفل الموهوب معرفيًا ؛ وذلك بإثراء معلوماته عن العالم الواقعي ؛ وكذلك أساليب حل المشكلات.

ولعل أهم ما يحققه حكي القصص ؛ هو هذا الجو الحميمي الودود الذي يسود جلسة الحكي ، بما يمد الطفل بالشعور بالأمان والحب ، إضافة إلى الاسترخاء والمتعة . ويجب على الوالدين التركيز على حكي قصص الموهوبين والأسباب التي أوصلتهم إلى العلياء ، وتحبيب شخصياتهم إلى الطفل ليتخذهم قدوة ومثلاً.

(9) معرض الطفل :من وسائل التعزيز والتشجيع الاحتفاء بالطفل المبدع وبإنتاجه ، ويكون ذلك بعرض ما يبدعه من أشياء في مكان واضح في المدرسة أو البيت ، أو بتخصيص مكتبة خاصة بأعماله ، و إقامة معارض لأعماله يُدعى إليها الأقرباء والأصدقاء في المنزل أو قاعة المدرسة.

(10) المشكلة والحل :
ضع طفلك أمام مشكلة أو سؤال صعب واترك العنان لتفكيره [ الأسئلة المحفزة ] .. مثال على تلك الأسئلة : ماذا تفعل إذا ضللت الطريق للبيت؟ / ماذا تفعل إذا دخل البيت لصًا؟ / ماذا تفعل إذا صرت وزيرًا؟.

ومثل تلك الطريقة تبرز روح التحدي لدى الطفل وتجعله يُخرج ما عنده من طاقات وأفكار مبتكرو وحلول .. وتصبح تلك الطريق أكثر فاعلية إذا ما تم إلقاء الأسئلة على مجموعة من الأطفال وتتلقى إجاباتهم مع المناقشة للحلول المقترحة ؛ فيما يسمى بطريقة [ العصف الذهني ] ، وعندها ستجد عند هؤلاء الأطفال حلول لمشكلات لم تكن لتخطر على بالك أنت نفسك!!

(11) الضبط السلوكي :الطفل الموهوب لا يسعى للتخريب ولكنه يريد الاكتشاف ، ووقوع الخطأ لا يعني أن المخطئ أحمق أو مغفل ، فلابد للطفل أن يقع في الخطأ ؛ وأنت تصحح له ، وإلا كيف سيتعلم الفرق بين الصواب والخطأ ؟!

ولهذا على الوالدين محاولة البعد عن نقد الطفل نقدًا يهدم من شخصيته – وخصوصًا أمام الآخرين ، حتى أخواته - ، ولكن يمكن القول له : أنت طفل مهذب ، ولا يجب عليك فعل مثل هذا السلوك.

(12) الهوايات المفيدة :سنورد هنا بعد الهوايات التي يمكن لطفلك الموهوب أن يمارسها : (مقتبس من كتاب"هوايتي المفيدة ")

أ- هوايات فكرية – ذهنية :-• جمع الطوابع والعملات.
• 
جمع الصور المفيدة من المجلات والجرائد ، وتصنيفها ( أشخاص / أماكن ....).
• 
المراسلة وتبادل الخواطر.
• 
التدريب على استخدام الحاسب الآلي.
• 
القراءة والمطالعة ( مرئية / مسموعة / إلكترونية ).

ب- هوايات حسية – حركية :
• 
مراقبة النجوم ، والتأمل في المخلوقات.
• 
تربية الحيوانات الأليفة والمنزلية ( عصافير / أسماك زينة .... ).
• 
الزراعة وتعهد النباتات بالسقي والرعاية.
• 
الرحلات الترفيهية والمعسكرات.

ج - هوايات فنية – مهنية :• تعلم الرسم والتلوين.
• 
الإنشاد.
• 
صناعة الدمى والألعاب المختلفة يدويًا.
• 
صناعة الحلويات ، وابتكار أكلات جديدة ( للفتيات.)
• 
الخياطة ، وفنون الحياكة.

ومن كل ما سبق يتضح للوالدين ملامح خطة عملية يمكن وضعها وتنفيذها ، وذلك لدفع طفلهم الموهوب إلى استخراج مواهبه وطاقاته الكامنة واستخدامها في عمارة الأرض المستخلف فيها من بعد...

وأخيرًا أوجه نصيحتي لكل أب وأم ، لا تنتظر من طفلك البدء ؛ بل ابدأ أنت . فإنك إن انتظرت ظهور علامات الاستعداد لديه قبل أن تقدم أنت له الخبرات والأنشطة المحفزة ، فتكون بذلك حرمته من التحدي المبدع والدافعية الفاعلة .

ولا تخش عليه من الفشل وعواقبه ، فالمبالغة في حمايته قد تعوقه على التصرف في المستقبل .. وإذا رأيت في ذلك نوع من القسوة ، فتذكر الطريقة التي تعلمت بها أنت المشي ؛ كم مرة فشلت ووقعت ، وتقوم لتقف وتحاول دون استسلام .. فترك له الفرصة ليحاول .